٥٨٠٩ - عن عمرو بن ميمون: شهدت عمر بن الخطاب غداة طعن فكنت فى الصف الثانى، ومامنعنى أن أكون فى الصف الأول إلا هيبته، كان يستقبل الصف إذا أقيمت الصلاة، فإن رأى إنسانا متقدماأو متأخرا أصابه بالدرة، فذلك الذى منعنى أن أكون فى الصف الأول، وكنت فى الصف الثانى فجاء عمر يريد الصلاة فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فناجاه عمر غير بعيد، ثم تركه ثم ناجاه ثم تركه ثم طعنه، فرأيت عمر قائلا بيده هكذا يقول: دونكم الكلب قد قتلنى، فماج الناس فقال قائل: الصلاة عباد الله قد طلعت الشمس، فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف بأقصر سورتين فى القرآن " إذا جاء نصر الله " و " إنا أعطيناك الكوثر "، قال: فاحتمل عمر فقال: يا عبد الله ناولنى الكتف، فلو أراد الله
أن يمضى ما فيها أمضاه، قال عبد الله: أنا أكفيك محوها، فقال: والله لا يمحوها أحد غيرى، فمحاها عمر بيده وكان فيها فريضة الجد ثم قال: ادعوا عليا
وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف، وسعد قال: فدعوا فلم يكلم أحدا من القوم إلا عليا وعثمان قال: يا على إن هؤلاء القوم لعلهم أن يعرفوا لك قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أعطاك الله من الفقه والعلم فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه، ثم قال: يا عثمان لعل هؤلاء القوم أن يعرفوا لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفك فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله ولا تحملن بنى أبى معيط على رقاب الناس ثم قال: يا صهيب صل بالناس ثلاثا، وأدخل هؤلاء فى بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فليضربوا رأسه فلما خرجوا قالوا: إن لوا الأجلح سلك بهم بهم الطريق فقال له عبد الله بن عمر: فما يمنعك؟ قال: أكره أن أحملها حيا وميتا.
** حارث
(المطالب العالية ٤٥/٤)
** صحيح
** قال الحافظ فى " المطالب " ٤ / ٤٦: أخرجه البخارى بأتم من هذا السياق وقد قومت " كذا " ما زاد هذا عليه.
** تعقيب: قال الأعظمى ٤ / ٤٦: كذا فى المسندة وقد تحرفت كلمة منه، ونقله البوصيرى من غير عزو، ونصه هذا الحديث صحيح رواه البخارى بأتم من هذا السياق وقد أفردت ما زيد عليه (٣ / ٤٧) ، اه. قلت: وقد استوفى المؤلف الزيادات التى هنا فى الفتح، انظر ذكر البيعة لعثمان فى مناقيه.