للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٨٤٤ - عن ابن عباس أنهم اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى إليهم حتى بلغ إلى بقيع الغرقد فى ليلة مقمرة، فقال: " انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم "، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته، قال: فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه يعنى كعب بن الأشرف فهتف أبو نائلة به فنزل إليه وهو حديث عهد بعرس، فقالت له امرأته: إنك محارب وإن صاحب الحرب لا ينزل فى مثل هذه الساعة، فقال لها: إنه أبو نائلة، والله لو وجدنى نائما ما أيقظنى، فقالت: والله إنى لأعرف فى صوته الشر، فقال لها: لو يدعى الفتى لصعنه لأجاب، فنزل إليهم، فتحدثوا ساعة، ثم قالوا: لو مشينا إلى شعب العجوز فتحدثنا ليلتنا هذه، فإنه لا عهد لنا بذلك فقال: نعم فخرجوا يمشون ثم إن ... شام يده فى فود رأسه، فقال: ما رأيت الليلة عطرا أطيب، ثم مشى ساعة، ثم عاد بمثلها حتى اطمأن، فأدخل يده فى فود رأسه، فأخذ شعره، ثم

قال: اضربوا عدو الله، قال: فاختلفت عليه أسيافهم، قال: وصاح عدو الله صيحة فلم يبق حصن إلا أوقدت عليه نار قال: وأصيبت رجل الحارث، قال محمد بن مسلمة: فلما رأيت السيوف لا تغنى شيئا ذكرت مغولا فى سيفى، فأخذته فوضعته على سرته، فتحاملت عليه، حتى بلغ عانته فوقع، ثم خرجنا فسلكنا على بنى أمية ثم على بنى قريظة ثم على بعاث ثم أسرينا فى حرة العريض وأبطأ الحارث ونزف الدم فوقفنا له، ثم احتملناه حتى جئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من آخر الليل وهو يصلى، فخرج علينا فأخبرناه بقتل عدو الله، فتفل على جرح الحارث فرجعنا به إلى بيته، وتفرق القوم إلى رحالهم، فلما أصبحنا خافت يهود لوقعتنا بعدو الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من وجدتموه من رجال يهود فاقتلوه "، فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة رجل من تجار اليهود وكان يبايعهم ويخالطهم، فقتله قال: فجعل حويصة بن مسعود وهو يومئذ مشرك وكان أسن منه يضربه ويقول: أى عدو الله أقتلته والله لرب شحم فى بطنك من ماله فقال: والله لقد أمرنى بقتله رجل لو أمرنى بقتلك لضربت عنقك، قال: الله لو أمرك محمد بقتلى لقتلتنى؟ ، قال: نعم، فقال: والله إن دينا بلغ بك هذا لدين عجيب، فكان أول إسلام حويصة من قبل قول أخيه، فقال: محيصة فى ذلك شعرا.

** سحق

(المطالب العالية ٢١٦/٤)

** إسناده حسن متصل

** قال الحافظ فى " المطالب " ٤ / ٢١٦: هذا إسناد حسن متصل أخرج الإمام أحمد منه إلى قوله " الله أعنهم " فقط وهو المرفوع منه الموصول، والثانى مدرج، وله شاهد فى الصحيح من حديث عمرو عن جابر.

** تعقيب: قال الأعظمى ٤ / ٢١٦: نقله البوصيرى من غير عزو، وقصر فى النقل، وأرى أن الصواب: الباقى مدرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>