للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلقينا ملك آخر فقال لي: لَمْ تُرَعْ؟ فقصصتها على حفصة، (١) فقصتها حفصة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال «نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل، فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً» (٢) فهذه الرؤيا تعامل معها ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ بما ينبغي. فلا ريب إذاً أن الرؤيا لها اعتبارها متى ما توفرت الصفات والشروط والاعتبارات الأخرى التي ليس هنا مجال بحثها. كما أن رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- حقٌ، حيث وردت في ذلك أحاديث كثيرة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي» (٣). قلت: وهذا لا إشكال فيه عند أهل السنة والجماعة، ولكن، هل ما نقل عن رؤى الأشعري حقيقية أم مكذوبة؟ فالمتأمل في هذه الروايات لمنامات الأشعري يلحظ أنها لا


(١) هي: أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عدي القرشي، زوجها هو المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووالدها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أحد، ذكر ابن سعد عدة روايات عن موقف والدها من تزويجها، من أبي بكر وعثمان قبل أن يخطبها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكانت رضي الله عنها، صوامة قوامة، توفيت رضي الله عنها في شعبان في سنة خمس وأربعين في زمن خلافة معاوية ـ رضي الله عنه ـ وهي يومئذ ابنة ستين سنة، انظر الطبقات الكبرى لابن سعد ٨/ ٦٥.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه في أبواب التهجد، باب: فضل قيام الليل، حديث رقم (١١٢١، ١١٢٢)، ومسلم في صحيحه في فضائل الصحابة، فضل عبد الله بن عمر حديث رقم ٢٤٧٩.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب التعبير، باب من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، حديث رقم ٦٩٩٤، كما أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الرؤيا. باب قوله -صلى الله عليه وسلم- من رآني في المنام فقد رآني، حديث رقم ٢٢٦٦.

<<  <   >  >>