للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر ابن عساكر: أن الأشعري كان يعيش في حيرة من أمره، وكان يطرح الأسئلة على أساتذته في الدرس، ولا يجد فيها جواباً شافياً، فتحير في ذلك، فحكي عنه أنه قال: وقع في صدري، في بعض الليالي، شيء مما كنت فيه من العقائد، فقمت فصليت ركعتين، وسألت الله - تعالى - أن يهديني الطريق المستقيم (١). فالحيرة والشك كانت دافعاً عند الأشعري، حتى إنها قادته إلى ترك الاعتزال. «العصر الذي نشأ فيه الأشعري، كان عصراً برزت فيه المناظرات، وأظهرت له هذه المناظرات، ما في الفكر المعتزلي من مغالطات، وأيقظت له هذه المناظرات بواكير نشأته السنية، وكشفت له عوارض اعتزالية، مما أثمر عن عدم قناعة الأشعري بالفكر المعتزلي» (٢). قلت: وفي هذا إشارة لوجود تأثر قديم عند الأشعري من جراء تتلمذه على شيخه زكريا الساجي ـ رحمه الله ـ. ولاشك، أن الباحث عن الحقيقة، والراغب في الوصول إلى الحق، والبعد عن الأهواء وَالأَمْزِجَة، سيكتشف، عوار المعتزلة وغيرها من الفرق الضالة. وسيعلم بأن الحق، هو اتباع ما في الكتاب والسنة والسير على نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، في فهمهما.


(١) انظر التبيين ٣٨ - ٣٩.
(٢) انظر الإمام أبو الحسن وآراؤه الكلامية بتصرف ٢١.

<<  <   >  >>