للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشعري. يقول أحمد أمين: «إنّ الناس كانوا قد مَلُّوا كثرة المناظرات، والمحن التي شهدوها أو سمعوا بها، كمحنة خلق القرآن، فكرهوا هذه الطائفة التي سببت لهم كل هذه المشاكل، وأخذ كثير منهم بأزر من يجابههم (١). إن ممارسات المعتزلة في امتحان العلماء المخالفين لهم في الرأي، وإكراههم على القول بخلق القرآن، ولَّد نفوراً لدى العلماء. كما نفر منهم الناس، وجعلهم في معزل عن مشاركتهم في أمور حياتهم (٢). وهذا أمر لا ينكر، فابن كثير مثلاً يذكر من أساليب المعتزلة في القول بخلق القرآن، أنهم كانوا يعزلون من لا يجيب من وظائفه، وإن كان له رزق على بيت المال قطع، وإن كان مفتياً منع من الإفتاء، وإن كان شيخ حديث مُنعَ عن الإسماع والأداء، ووقعت فتنة صماء ومحنة شنعاء وداهية دهياء، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم العزيز الحكيم (٣). ولكن الجزم بأن هذا هو السبب غير مقبول، لأن تحول إنسانٍ عن معتقده بناء


(١) انظر ظهر الإسلام ٤/ ٦٠.
(٢) أبو الحسن وآراؤه الكلامية ص ٢٠.
(٣) انظر البداية والنهاية ١٤/ ٢١١.

<<  <   >  >>