للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يتطرق له (١). قلت: هذا التعليل عَلِيْلٌ لأمور:

أ ـ لم يذكره المؤرخون من قبل.

ب ـ عدم ورود أي دليل على أن هناك غيرة حدثت بينهما، أو أن الجبائي قدم ولده، بل الظاهر أنَّ الجبائي عُني بالأشعري كثيراً؛ بل قد يكون أكثر من ولده الذي ولد قبل الأشعري بثلاث عشرة سنة، فلا مجال للغيرة بينهم فهو ليس من أقرانه بالسن.

جـ ـ عدم الرد على أبي هاشم في المقالات لا يدل على غيرته منه، بل الأشعري لا يرد إلا على الخصوم، ورده ليس مزية يُكرِمُ بها من يرد عليه؛ لذا حَرَمَ منها أبا هاشم، بل رده نقد ومذمة للمردود عليه، وخصومه أولى بالنقد والذم، ولو كان يغار من ابن زوج أمه، لبادر بالرد عليه، فكيف جعلوا هذا سبباً؟.

د ـ ثبت أن الأشعري رد على أبي هاشم الجبائي في كتاب أسماه «جوابات عن أسئلة أبي هاشم» أَمْلَاهُ استجابة لطلب ابن صالح الطبري (٢)، على حسب قائمة ابن فورك، وهذا وحده كافٍ لإسقاط هذا السبب.


(١) انظر شيخ أهل السنة الإمام أبو الحسن ٥/ ١٧٥ ونسب القول للمستشرق الدكتور وات.
(٢) انظر التبيين ١٣٦ ومذاهب الإسلاميين ص ٥١٣.

<<  <   >  >>