للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين جملة أقوال أهل الحديث وأقوال أصحاب ابن كُلاب (١) مع أن الأشعري ـ رحمه الله ـ يُفرق بين أصحاب الحديث وأصحاب ابن كُلاب، والشاهد أن ابن فورك نص على متابعة الأشعري لابن كلاب، ولم يذكر أن للأشعري طوراً بعد الاعتزال غير هذا الطور.

٢ ـ وقال الشهرستاني (٢): إن عبد الله بن سعيد، كان من جملة السلف إلاَّ أنه باشر علم الكلام، وأيد عقائد السلف، بحجج كلامية، وبراهين أصولية، حتى جرى بين أبي الحسن الأشعري وبين أستاذه مناظرة في مسألة من مسائل الصلاح والأصلح، فتخاصما، وانحاز الأشعري إلى هذه الطائفة، فأيد مقالاتهم بمناهج كلامية، وصار ذلك مذهباً لأهل السنة والجماعة، وانتقلت سمة الصفاتية إلى الأشعرية (٣). فهنا الآن نص من الشهرستاني على أن الأشعري بعد طور الاعتزال سلك طريقة ابن


(١) انظر مقالات الإسلاميين ١/ ٢٢٩.
(٢) هو محمد بن عبد الكريم بن أحمد ابن أبي بكر أبو الفتح، ولد سنة سبع وستين وأربعمائة في شهرستان، له العديد من المصنفات منها: الملل والنحل، ونهاية الإقدام في علم الكلام، والذي ذكر في أوله:
لقد طفت في تلك المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر على ذقن أو قارعاً سن نادم
قال عنه ابن خلكان: كان إماماً مبرزاً، فقيهاً، متكلماً، واعظاً، توفي في شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة. انظر وفيات الأعيان ٤/ ٢٧٣، وشذرات الذهب ٦/ ٢٤٦.
(٣) انظر الملل والنحل ١/ ٧٤.

<<  <   >  >>