للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلاعب الأقلام فيها ـ فاستقر رأيه ـ بعد عهد في الإفراط والتفريط ـ على ما نقله هؤلاء عنه من الآراء المعتدلة (١)، والخلاصة: أن أصحاب هذا القول رجحوا بأنه في طوره الأخير سلك طريق ابن كلاب وأدلتهم:

أ ـ استقرائي تاريخي، وذلك لأن عامة الأشاعرة وأئمة أصحابه هم أعلم الناس بأحواله وكتبه وقد قرروا من المذهب الأشعري الذي نسبوه إليه ما يختلف اختلافاً واضحاً في كثير من مسائله مع منهج السلف الصالح، ولذا تجدهم ينسبون أنفسهم إليه ولو كان عندهم علم أصول السلف ومنهجهم لما انتسبوا إليه وتركوا من هم أجل وأفضل علماً من الأشعري بالاتفاق، كمالك وأحمد والشافعي وأبي حنيفة ـ رحمهم الله ـ فانتسابهم للأشعري وتركهم لهؤلاء دليل واضح على مخالفة الأشعري عندهم لهؤلاء الأئمة ومن ثم انتسبوا إليه وتركهم.

ب ـ ما في كتبه غير الإبانة من مخالفة صريحة لأهل السنة والحديث، انظر على سبيل المثال: نفيه لصفات الأفعال الاختيارية في رسالته لأهل الثغر (٢). ويرد على أصحاب هذا القول بما يلي:

أ ـ أن الأشعري أعلن عند رجوعه أنه متبع لأهل السنة، بل وأعلن


(١) انظر الإنصاف ص ١١.
(٢) انظر رسالته لأهل الثغر ص ٢١٤، ٢١٥.

<<  <   >  >>