للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من علم الله وفيه أسماء الله، فلا نَشُكُّ أنه غير مخلوق، وهذا كلام الله عز وجل ولم يزل الله به متكلماً (١). فنقله كلام الإمام أحمد إقرار منه وتأييد.

هـ - وقال في موطن آخر: ويقال لهم: «خبرونا أن من زعم أن الله متكلم قائل لم يزل آمراً ناهياً» لا قول له ولا كلام، ولا أمر ولا نهي، أليس هو مناقض خارج عن جملة المسلمين؟ فلابد من نعم، يقال لهم: فكذلك من قال: إن الله: عالم ولا علم له، كان مناقضاً خارجاً عن جملة المسلمين (٢). وفي الجملة، هذه بعض النقول التي أوردها الإمام الأشعري في كتابه الإبانة عن مسألة الكلام. فجلى بوضوحٍ منهجه ومذهبه الموافق للسلف بأن صفة كلام الله - عز وجل - عند الأشعري صفة ذاتية فعلية.

٧ - إن المنهج السليم عند النقد أن يقوم الناقد بإجراء الكلام على ظاهره، بل نص الأشعري بوجوب «أن يجري الكلام على ظاهره ولا يزول عن ظاهره إلا بحُجَّة» (٣). فالتزام الأشعري بهذه القاعدة العظيمة دليلٌ على اتباعه للسلف الذين يرفضون التأويل


(١) (انظر الإبانة بتحقيقي ص: ٣٣٨.
(٢) انظر الإبانة بتحقيقي ص: ٤٧٥.
(٣) انظر الإبانة بتحقيقي ص: ٣٠٧ بتصرف يسر.

<<  <   >  >>