للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - الدليل القرآني الذي استدل به الأشعري في هذا المقام على أن الله لم يزل متكلماً وهو قوله تعالى في سورة الكهف: {قُلْ لَوْ … كَانَ … الْبَحْرُ … مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} [آية ١٠٩] هو نفس الدليل الذي استدل به السلف بأن الله لم يزل متكلماً (١). وهذا الدليل يستدل به من يرى استمرار صفة الكلام وعدم انقطاعها ولا يستدل به من يره الكلام القديم.

٥ - أن الإمام الأشعري قد وصف الله - عز وجل - بأنه لا يزال متكلماً باعتبار الكلام المتجدد والمستمر صفة كما يتصف الله تعالى بها. ثم نزه ربه سبحانه - عن صفة النقص التي تتمثل - كما قال الأشعري - في وصفه - تعالى - بالسكوت أو عدم الكلام أو الآفة التي تمنع عن الكلام .. فلو أنه - رحمه الله - قد وصف ربه بصفة الكلام الذاتي الذي لا يتجدد ولا يستمر، لتحقق فيه - تعالى الله - ما اعتبره الأشعري صفة نقص وآفة وهو السكوت عن الكلام، أو عدم الكلام. فكلام الشيخ الأشعري - رحمه الله - واضح في أنه سبحانه إذا لم يكن متكلماً فهو موصوف بالسكوت أو الآفة. وكلاهما صفة نَقْصٍ يتنزه الله عنها. وهذا النقص الذي نزه الأشعري ربنا عنه.


(١) (انظر: التوحيد لابن منده ص ٥٩٩.

<<  <   >  >>