للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرف قاعدة الأشعري ومنهجه في المقالات عرف أنه يورد أقوال المخالفين جملة، وقد يكون في أقوالهم بعض الحق، ثم يورد أقوال أهل السنة الموافقة لهم، فإذا أورد قولاً لأهل البدع، ثم أورد أقوال أهل السنة ولم يورد ذلك القول الذي أورده من جملة أقوال المبتدعة علم أن ذلك القول لا يُعد عنده من أقوال أهل السنة، ولذا لم يورد عقيدة الموافاة من اعتقادات أهل السنة، مع أنه أوردها من ضمن اعتقادات أصحاب ابن كُلاب. فهل بعد هذا يجوز أن ينسب له القول بهذه العقيدة الفاسدة؟.

٣ - ذهب أصحاب هذا القول إلى أن هذا عند الأشعري خاص فيمن عُلم أنه يموت كافراً أما الإنسان لو عاش سنين طويلة كافراً ثم أسلم ومات على إسلامه فهذا عند الأشعري لا يجوز أن يُقال إن الله كان ساخطاً عليه في وقت كفره (١) .. قلت: فما أدري من أين جاء أصحاب هذا القول بهذا التفصيل؟ وما الذي جعلهم يحملون كلام الأشعري على هذا المقتضى بل وقادهم هذا الفهم بأن يجعلوا مقصد الأشعري فيمن عُلم أنه يموت كافراً، مع أن الأشعري ـ رحمه الله ـ لم يتطرق إلى هذا التفصيل ولم يفرق بين الحالات، بل هذا الذي فهمه أصحاب هذا القول هو على خلاف ما ساقه الأشعري


(١) انظر الموقف ١/ ٤٠٣.

<<  <   >  >>