٧ - كتاب الإبانة نُسب وهو آخر كتبه لمنهج أهل السنة والجماعة كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وليس هو فحسب، بل جميع من اتبعوه على ما قاله في كتابه الإبانه، ولم يظهروا مقالةً تُنَاقِضُ الإبانة وَسَارُوا في فَلَكِهِ في هذا المضمار عُدّوا من أهل السنة. حتى قال شيخ الإسلام: «وأما من قال منهم بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري في آخر عمره، ولم يظهر مقالة تناقض ذلك، فهذا يعد من أهل السنة (١).
٨ - وإن قال قائل: أن الأشعري في الإبانة لم يذكر البراءة من أقواله السالفة التي خالف فيها السلف في بعض المسائل فذلك يعود لأنه:
أ- ربما لم يَتَنَبَّه لذلك؛ لأن المخالفات تَخَلَّصَ منها تدريجياً فتجده في اللمع والتي أظنها من أقدم كتبه بعد الاعتزال تميل لأهل السنة أكثر من المتجهمة والمعتزلة، ثم نجده في المقالات يقارب أهل السنة كثيراً، ثم استقر في الإبانة على المنهج الحق، ولذا فالأمر عنده كان تلقائياً، وكل كتابٍ يَنْسَخُ ما قَبْلَهُ، إذا حدث التعارض، فليس ملزماً أنه في كل مسألة يذكر براءته من قوله السابق، بل قوله اللاحق ينسخ السابق.
ب- وربما ـ وهو الراجح ـ أنه اكتفى بما كتبه في الإبانة وهو في حد ذاته براءة كاملة من كل ما كان عليه.