للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القبلة؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد وإنما هذا اختلاف العبارات) (١).

المصدر الثاني: ما نقله العز بن عبدالسلام ـ رحمه الله ـ في قواعده وهو أيضاً معروف بأشعريته، حيث قال: (وقد رجع الأشعري - رحمه الله - عند موته عن تكفير أهل القبلة؛ لأن الجهل بالصفات ليس جهلاً بالموصوفات، وقال: اختلفنا في عبارات، والمشار إليه واحد) (٢).

مناقشة القول:

١ - المتأمل في هذه النقول يجد أنها نقول لا يعتد بها؛ وذلك لوجود الاختلاف في ألفاظها ومعانيها، فنجد مثلاً:

أولاً: فيما نقله البيهقي مسنداً لا تجد في عباراته أنه قال: أتراجع عن التكفير؛ بل أكد منهجه عندما قال: «أشهد علي أنني لا أكفر أحداً من أهل القبلة»، وهنا لم يبين هل كان يكفر العامة أم الخاصة، العلماء أم المقلدين؟ وإنما بين منهجاً عاماً، وهو أنه لا يكفر أحداً من أهل القبلة.

ثانياً: نجد فيما نقله العز بن عبدالسلام، غير مسندٍ بين أنه رجع عن تكفير أهل القبلة، وهذا النقل لا يعتد به لأمور:


(١) انظر: السنن الكبرى ١/ ٣٤٩.
(٢) انظر: القواعد الكبرى الموسوم بقواعد الأحكام في إصلاح الأنام للعز ابن عبدالسلام ١/ ٣٠٦.

<<  <   >  >>