للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - ومن الأمور التي شككت في صحة نسبة هذه الرسالة هو ورود تاريخ ٢٦٧، عندما قال الأشعري في الرسالة: «ووقفت ـ أيدكم الله ـ على ما ذكرتموه من إحمادكم جوابي عن المسائل التي كنتم أنفذتموها إلي في العام الماضي، وهو سنة سبع وستين ومائتين» (١). وقد ذكر بدوي أن أحد الباحثين فسر التاريخ المذكور بأنه ربما ورد محرفاً، وصوابه مائتين وسبع وتسعين (٢).

قلت: ولاشك أن هذا التاريخ خطأ يقيناً، فإما أن يكون تصحيفاً من أحد النساخ، والصواب مائتين وسبع وتسعين، أو أنه من وضع أحد النُساخ من خصومه، من أجل التشكيك في نسبة الكتاب لأنه لا يعقل أن يكون الأشعري قد ألفه وهو لم يبلغ السابعة من عمره؟! خاصة وأنه حتى عمر الأربعين كان معتزلياً. وذلك لأنَّ هذا الكتاب مخالف لما عليه أهل الاعتزال. والذي يترجح ـ عندي ـ أن العبارة مقحمة، والأقرب أنها من أحد النُسَّاخ ومتعمدة؛ لأن الأشعري ليس من منهجه ذكر التواريخ، والعبارة لمن تأملها واضحة الإقحام؛ لأن من كتبها يريد إبراز عام سبع وستين ومائتين (٣)، والتكلف يظهر في قوله: «إنني وقفت على إحمادكم جوابي، في المسائل التي كنتم أنفذتموها إلي في العام الماضي، وهو سنة سبع وستين ومائتين، فلو


(١) انظر رسالة إلى أهل الثغر ص ١٣١.
(٢) انظر مذاهب الإسلاميين ص ٥٢٣ وانظر موقف شيخ الإسلام ١/ ٣٤٧.
(٣) انظر رسالته لأهل الثغر ص ١٣١.

<<  <   >  >>