للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السبكي أخذه عنه مشافهة أو وجده في مؤلفٍ آخر غير السير. فأنت تلحظ هنا أن ابن عساكر أسماه مرة في تفسير القرآن، ومرة بالمختزن، فلعلهما مسميان لكتاب واحد وقد ذكر الذهبي: (أن هذا الكتاب من مؤلفات الأشعري) (١). ولكن الغريب أن الأشعري ذكر في كتابه العمد أن له كتاباً اسمه المختزن، وذكر أنه ألفه في ضروب من الكلام (٢). وهاهنا إشكال يطرح السؤال التالي: هل المختزن هذا الذي ألفه في علم الكلام - غير المختزن الذي ألفه في تفسير القرآن؟! فبعض الباحثين يرى أن للأشعري كتابين اسمهما المختزن، أحدهما: في علم الكلام، والآخر في تفسير القرآن (٣). وقد رفضت فوقية هذا الرأي، وقالت: «هذا أمر غير مقبول، بل إن ابن فورك قد أخطأ في تسجيل اسم أحد الكتابين» (٤).

قلت: والذي يترجح أن هناك كتابيْن اسمهما المختزن، وقد أوردهما ابن عساكر، ورفض فوقية ليس له ما يبرره خاصة وأنه ليس هناك ما يمنع ـ عادة ـ من تكرار الاسم، بل ولعل أحدهما ألفه قبل الاعتزال كما ذكر الذهبي ويُفهم من كلام ابن العربي، والآخر بعد تركه الاعتزال، والله أعلم. وهذه هي الكتب التي وصلت إلينا، وبعضها قد اندثر كتفسيره للقرآن، والعمد


(١) انظر سير أعلام النبلاء ١٥/ ٨٨.
(٢) انظر التبيين ص ١٣٣.
(٣) انظر الإبانة تحقيق فوقية ص ٥٥.
(٤) انظر تحقيق فوقية للإبانة ص ٥٥.

<<  <   >  >>