للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصفاته، وتأولهم للنصوص الثابتة لما يخالف مقتضى النقل والعقل والإجماع، بل ومايخالف الفطر السليمة وجرأتهم على الله جل وعلا، كما تبين لي أنهم من أبعد الناس عن العقل السليم، ودعوى أنهم أصحاب عقول مقالة أرادوا بها تلميع أنفسهم؛ ليخدعوا بها ضعفاء النفوس من العامة والخاصة.

خامساً: تبين لي أن الإمام الأشعري ـ رحمه الله ـ رجع إلى منهج السلف رجوعاً تاماً لا يقدح فيه بعض الأخطاء الاجتهادية التي لا تتعلق بالأصول، وكانت لبدايته في طلب العلم على يد زكريا الساجي أثرها عليه عند رجوعه، فسلامة الاعتقاد في البداية ساعدته بعد توفيق الله على نبذ معتقد المعتزلة.

سادساً: تبين لي أن الأشعري كان يتوقد - كما قال الذهبي - ذكاءً، وبرز ذكاؤه بشكل عجيب في حججه العقلية التي هدم بها حجج المعتزلة العقلية المزعومة.

سابعاً: أنه مرَّ بثلاثة أطوار عقدية في مراحل عمره المختلفة، وكان آخرها رجوعه التام إلى منهج أهل السنة والجماعة.

ثامناً: الإمام الأشعري ـ رحمه الله ـ في هذا الكتاب، نموذجاً للعالم الصادق، الذي يرتجي مرضاة الله عز وجل، فلا تأخذه العزة بالإثم، ولذا نجده يعلن أمام الأشهاد: أنه أخطأ عندما نهج منهج المعتزلة، ويتوب من هذا الخطأ ويرجع عن هذا الذنب بل ويرد على ما قد ألفه من كتبٍ كتبها

<<  <   >  >>