وغاماً للمنافقين ومبيناً أن ضررها إنما يعود عليهم:{إنما النجوى} أي المعهودة وهي المنهي عنها، وهي ما كره صاحبه أن يطلع عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: ما خيله الشيطان من الأحكام المكروهة للإنسان {من الشيطان} أي مبتدئه من المحترق بطرده عن رحمة الله تعالى فإنه الحامل عليها بتزيينها ففاعلها تابع لأعدى أعدائه مخالفة لأوليائه.
ولما بين أنها منه، بين الحامل له على تزيينها فقال:{ليحزن} أي الشيطان ليوقع الحزن في قلوب {الذين آمنوا} أي يتوهمهم أنهم بسبب شيء وقع ما يؤذيهم، والحزن: هم غليظ وتوجع يرق له القلب، حزنه وأحزنه بمعنى، وقال في القاموس: أو أحزنه: جعله حزيناً، وحزنه: جعل فيه حزناً.
فعلى هذا قراءة نافع من أحزن أشد في المعنى من قراءة الجماعة.
ولما كان ربما خيل هذا من من في قلبه مرض أن في يد الشيطان شيئاً من الأشياء، سلب ذلك بقوله:{وليس} أي الشيطان وما حمل عليه من التناجي، وأكد النفي بالجار فقال:{بضارّهم} أي