ولما علل بذلك، كان سبباً لتمييز الخالص الصحيح من المغشوش المريض، فقال:{فترى} أي فتسبب عن أن الله لا يهدي متوليهم أنك ترى {الذين في قلوبهم مرض} أي فساد في الدين كابن أبي وأصحابه - أخزاهم الله تعالى {يسارعون} أي بسبب الاعتماد عليهم دون الله {فيهم} أي في موالاة أهل الكتاب حتى يكونوا من شدة ملابستهم كأنهم مظروفون لهم كأن هذا الكلام الناهي لهم كان إغراء، ويعتلون بما بما لا يعتل به إلا مريض الدين من النظر إلى مجرد السبب في النصرة عند خشية الدائرة {يقولون} أي قائلين اعتماداً عليهم وهم أعداء الله اعتذاراً عن موالاتهم {نخشى} أي نخاف خوفاً بالغاً {أن تصيبنا دائرة} أي مصيبة محيطة بنا، والدوائر: التي تخشى، والدوائل: التي ترجى.
ولما نصب سبحانه هذا الدليل الذي يعرف الخالص من المغشوش، كان فعلهم هذا للخالص سبباً في ترجي أمر من عند الله ينصر به دينه، إما الفتح أو غيره مما أحاط به علمه وكوّنته قدرته يكون سبباً لندمهم، فلذا قال:{فعسى الله} أي الذي لا أعظم منه فلا يطلب النصر إلا منه {أن يأتي بالفتح} أي بإظهار الدين على الأعداء {أو أمر من عنده}