بأخذهم قتلاً بأيديكم أو بإخراج اليهود من أرض العرب أو بغير ذلك فينكشف لهم الغطاء.
ولما كانت المصيبة عند الإصباح أعظم، عبر به وإن كان المراد التعميم فقال:{فيصبحوا} أي فيسبب عن كشف غطائهم أن يصبحوا والأحسن في نصبه ما ذكره أبو طالب العبدي في شرح الإيضاح للفارسي من أنه جواب «عسى» إلحاقاً لها بالتمني لكونها للطمع وهو قريب منه، ويحسنه أن الفتح وندامتهم المترتبة عليه عندهم من قبيل المحال، فيكون النصب إشارة إلى ما يخفون من ذلك، وهو مثل ما يأتي إن شاء الله تعالى في توجيه قراءة حفص عن عاصم في غافر {فاطلع}[غافر: ٣٧] بالنصب {على ما أسروا} .
ولما كان الإسرار لا يكون إلاّ لما يخشى من إظهاره فساد، وكان يطلق على ما دار بين جماعة خاصة على وجه الكتمان عن غيرهم، بين أنه أدق من ذلك وأنه على الحقيقة مَنَعهم خوفهم من غائلته وغرته عندهم أن يبرزوه إلى الخارج فقال:{في أنفسهم} أي من تجويز محو هذا الدين وإظهار غيره عليه {نادمين *} أي ثابت لهم غاية الندم في الصباح وغيره {ويقول الذين آمنوا} من رفعه عطفه على معنى {نادمين} فإن أصله: يندمون، ولكنه عبر بالاسم إعلاماً بدوام ندمهم