ولما كان علم ما يأتي أخفى من علم ما سبق، أتى فيه بمظهر العظمة فقال:{نحن أعلم} من كل أحد {بما يقولون} أي في ذلك اليوم {إذ يقول أمثلهم طريقة} في الدنيا فيما يحسبون، أي أقربهم إلى أن تكون طريقته مثل ما يطلب منه:{إن} أي ما {لبثتم} ودل على أن المعدود المحذوف من الأول الأيام بقوله: {إلا يوماً} أي مبدأ الآحاد، لا مبدأ العقود كما قال في الاية الأخرى {قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم}[المؤمنون: ١١٣]{يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون}[الروم: ٥٥] فلا يزالون في إفك وصرف عن الحق في الدارين، لأن الإنسان يموت على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه، ويجوز أن يكون المراد أن من قال: إن لبثهم يوم واحد، أمثلهم في نفس الأمر، لأن الزمان وإن طال إنما هو يوم متكرر، ليس مراداً لنفسه، وإنما هو مراد