ولما ذكر معاملتهم للخالق، أتبعه المعاملة للخلائق تكميلاً لحقيقة الإحسان فقال:{وفي أموالهم} أي كل أصنافها {حق} أي نصيب ثابت. ولما كان السياق هنا للإحسان، فكان إحسانهم لفرط محبتهم إلى عباد الله لا يوقفهم عن الواجب بخلاف ما في «سأل» من سياق المصلين مطلقاً ترك وصفه بالمعلومية فقال: {للسائل} أي الذي ينبه على حاجته بسؤال الناس وهو المتكفف {والمحروم *} وهو المتعفف الذي لا يجد ما يغنيه، ولا يسأل الناس ولا يفطن له ليتصدق عليه، وهذه صفة أهل الصفة رضي الله عنهم، فالمحسنون يعرفون صاحب هذا الوصف لما لهم من نافذ البصيرة ولله بهم من العناية.
ولما دل إقسامه بالسماء وما قبلها من الذاريات على ما له في العلويات من الآيات إلى أن ختم بالأموال التي تنبتها الأرض، فكان