ولما كان إنما محط حال المشركين العاجل، وكان قد تقدم قولهم {أو يكون لك جنة من نخيل وعنب}[الإسراء: ٩١] الآية، وقوله تعالى:{إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها}[الكهف: ٧] الآية، وقوله تعالى: في حق فقراء المؤمنين الذين تقذروهم {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}[الكهف: ٢٨] الآية واستمر إلى أن ختم بأن جنات المؤمنين عظيم حسنها من جهة الارتفاق، عطف على قوله تعالى {وقل الحق من ربكم}[الكهف: ٢٩] قوله تعالى كاشفاً بضرب المثل أن ما فيه الكفار من الارتفاق العاجل ليس أهلاً لأن يفتخر به لأنه إلى زوال: {واضرب لهم} أي لهؤلاء الضعفاء والمتجبرين الذين يستكبرون على المؤمنين، ويطلبون طردهم لضعفهم وفقرهم:{مثلاً} لما آتاهم الله من زينة الحياة الدنيا، فاعتمدوا عليهم وركنوا إليه ولم يشكروا من آتاهم إياه عليه، بل أداهم إلى الافتقار والتكبر على من زوى ذلك عنه إكراماً له وصيانة عنه {رجلين} فكأنه قيل: فما مثلهما؟ فقيل:{جعلنا} أي بما لنا من العظمة {لأحدهما} وهو المجعول مثلاً لهم {جنتين} أي بساتين يستر ما