للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما ذكر هذه الآيات العظيمات، وكانت كلها مشتركة في العظم، بعد ما أشار إلى تباين رتبها في الخفاء والجلاء بفواصلها، قال مشيراً إلى علو رتبها بأداة البعد: {تلك} أي الآيات الكبرى {آيات الله} أي دلائل المحيط بصفات الكمال التي لا شيء أجلى ولا أظهر ولا أوضح منها. ولما كان كأنه قيل: ما لها؟ قال، أو يكون المراد: نشير إليها حال كوننا {نتلوها} أي نتابع قصها {عليك} سواء كانت مرئية أو مسموعة، متلبسة {بالحق} أي الأمر الثابت الذي لا يستطاع تحويله فليس بسحر ولا كذب، فتسبب عن ذلك حينئذ الإنكار عليهم وعلى من يطلب إجابتهم إلى المقترحات طمعاً في إيمانهم في قوله تعالى: {فبأي حديث} أي خبر عظيم صادق يتجدد علمهم به يستحق أن يتحدث به، واستغرق كل حديث فقال: {بعد الله} أي الحديث الأعظم عن الملك الأعلى {وآياته} أي والحديث عن دلالاته العظيمة {يؤمنون *} من خاطب - وهم الجمهور - ردوه على قوله «وفي خلقكم» وهو أقوى تبكيتاً، وغيرهم وهم أبو عمرو وحفص عن

<<  <  ج: ص:  >  >>