للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما لم تكن عادته مواجهة أحد بما يكره، استأنف الإخبار عنهم بما يدل عليه فقال: {قالوا} ظناً منهم أنه لم يقل ذلك على ظاهره: {أجئتنا} في هذا الكلام {بالحق} الذي يطابقه الواقع {أم أنت من اللاعبين*} فظاهر كلامك غير حق {قال} بانياً على ما تقديره: ليس كلامي لعباً، بل هو جد، وهذه التماثيل ليست أرباباً {بل ربكم} الذي يستحق منكم اختصاصه بالعبادة {رب السماوات والأرض} أي مدبرهن القائم بمصالحهن {الذي فطرهن*} أي أوجدهما وشق بهما ظلمة العدم، وأنتم وتماثيلكم مما فيهما من مصنوعاته أنتم تشهدون بذلك إذا رجعتم إلى عقولكم مجردة عن الهوى {وأنا على ذلكم} الأمر البين من أنه ربكم وحده فلا تجوز عبادة غيره {من الشاهدين*} أي الذين يقدرون على إقامة الدليل

<<  <  ج: ص:  >  >>