ولما تقرر أن غير الله لا يمنع من الله بنوع، لا آلهتهم التي زعموا أنها شفعاؤهم ولا غيرها، ثبت أنهم على غاية البينة من أن كل ما سواء لا ينفع شيئاً ولا يضر، فكان في غاية التبكيت لهم قوله:{قل} أي بعد ما أقمت من الأدلة على أنه ليس لأحد مع الله أمر، منكراً عليهم موبخاً لهم {أندعوا} أي دعاء عبادة، وبين حقارة معبوداتهم فقال:{من دون الله} أي المنفرد بجميع الأمر.
ولما كان السياق لتعداد النعم {الذي خلق السماوات والأرض}[الأنعام: ٧٣]{خلقكم من طين}[الأنعام: ٢]{يطعم ولا يطعم}[الأنعام: ١٤]{ويرسل عليكم حفظة}[الأنعام: ٦١]{من ينجيكم من ظلمات البر والبحر}[الأنعام: ٦٣]{الله ينجيكم منها ومن كل كرب}[الأنعام: ٦٤] قدم النفع في قوله: {ما لا ينفعنا ولا يضرنا} أي لا يقدر على شيء من ذلك، ليكونوا على غاية اليأس من اتباع حزب الله لهم، وهذا كالتعليل لقوله {إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله}[الأنعام: ٥٦] .
ولما ذكر عدم المنفعة في دعائهم، أشار إلى وجود الخسارة في