كل من اتصف بوصفهم فقال:{ممن افترى} أي تعمد {على الله} أي الملك الأعلى {الكذب} الذي هو أقبح الأشياء {وهو} أي والحال أنه {يدعى} أي من أي داع كان {إلى الإسلام} الذي هو أحسن الأشياء فيكفي في الدعاء إليه أدنى تنبيه لأنه الاعتراف بالحق لمن هو له، فيجعل مكان الإجابة افتراء الكذب في تلك الحالة الحسنى.
ولما كان التقدير: فهو لا يهديه الله لأجل ظلمه، عطف عليه قوله:{والله} أي الذي له الأمر كله فلا أمر لأحد معه {لا يهدي القوم} أي لا يخلق الهداية في قلوب من فيهم قوة المحاولة للأمور الصعاب {الظالمين *} أي الذين يخبطون في عقولهم خبط من هو في الظلام.
ولما أخبر عن ردهم للرسالة، علله بقوله:{يريدون} أي يوقعون إرادة ردهم للرسالة بافترائهم {ليطفئوا} أي لأجل أن يطفئوا {نور الله} أي الملك الذي لا شيء يكافيه {بأفواههم} أي بما يقولون من الكذب لا منشأ له غير الأفواه لأنه لا اعتقاد له في القلوب لكونه لا يتخيله عاقل، فهم في ذلك كالنافخين في الشمس إرادة أن يمحو نفخهم عينها وينقص شينهم زينها، فمثل إرادتهم لإخفاء القرآن بتكذيبهم وجميع كيدهم بمن