سبب عنه قوله:{فآمنت} أي به {طائفة} أي ناس فيهم أهلية الاستدارة لما لهم من الكثرة {من بني إسرائيل} أي قومه {وكفرت طائفة} أي منهم، وأصل الطائفة: القطعة من الشيء {فأيدنا} أي قوينا بعد رفع عيسى عليه الصلاة والسلام {الذين آمنوا} أي الذين أقروا بالإيمان المخلص منهم وغيره في القول والفعل وشددنا قلوبهم {على عدوهم} الذين عادوهم لأجل إيمانهم. ولما كان الظفر بالمحبوب أحب ما يكون إذا كان أول النهار، تسبب عن تأييده قوله:{فأصبحوا} أي صاروا بعد ما كانوا فيه من الذل {ظاهرين *} أي عالين غالبين قاهرين في أقوالهم وأفعالهم لا يخافون أحداً إلا الله ولا يستخفون منه، فالتأييد تارة يكون بالعلم وتارة بالفعل {علمه شديد القوى}[النجم: ٥] فصار علمه في غاية الإحكام وتبعته قوة هي في منتهى التمام، لأنه ناشىء عن علم مستفاد من قوة، وإلا لقال: علمه كثير العلم. {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}[النمل: ٤٠] قوة مستفادة من علم، والظاهر كما هو ظاهر قوله تعالى:{جاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة}[آل عمران: ٥٥] وغيرها أن تأييد المؤمنين به كان بعد رفعه بيسير حين ظهر