قالوا عاطفين على ما تقديره: فوجدنا الله في الحال لأن ذلك نتيجة الإيمان بالقرآن وخلعنا الأنداد: {ولن} أي والحال أنا مع إيقاع الإيمان في الحال لن {نشرك} بعد ذلك أصلاً، أكدوا لأنه أمر لا يكاد يصدق {بربنا} أي الذي لا إحسان قائم بنا من الإيجاد وما بعده إلا منه {أحداً *} أي من الخلق لأنه لم يشركه في شيء من مرنا أحد، وقد وضحت الدلائل على التوحيد فيما سمعنا من هذا القرآن.
ولما أظهروا القوتين العلمية بفهمهم القرآن، والعملية بما حصل لهم من الإذعان، أعملوا ما لهم في الدعاء إلى الله تعالى من قوة البيان، فبعد أن نزهوه سبحانه عن الشرك عموماً خصوا مؤكدين في قراءة ابن كثير والبصريين وأبي جعفر بالكسر لما تقدم من أن مثل هذه السهولة لا تكاد تصدق، فقالوا عطفاً على {إنا سمعنا}[الجن: ١] : {وأنه} أي الشأن العظيم قال الجن: {تعالى} أي انتهى في العلو والارتفاع إلى حد لا يستطاع {جد} أي عظمة وسلطان وكمال غنى {ربنا} أي الموجد لنا والمحسن إلينا، وإذا كان هذا التعالي لجده فما بالك به، وكذا حكت هذه القراءة بقوله الجن ما بعد هذا إلا
{وأن لو استقاموا}[الجن: ١٦] و {أن المساجد لله}[الجن: ١٨] و {أنه لما قام}[الجن: ١٩] فإنه مفتوح فيها عطفاً على