من بعض لأن الأراك نفسه صغير الشجر، وكبث اللحم - كفرح: بات مغموماً فتغير أو أروح أي جمع على إنائه الذي هو فيه إناء آخر، أو جمع ما هو فيه حتى تضايق فهو من الجمع لهذا، وأما الكنبث كقنفذ والثاء مؤخرة: الصلب الشديد، فهو في الغالب من تجمع أجزائه وتداخل بعضها في بعض، وتكبيث السفينة أن تجنح إلى الأرض، هو من الجمع والقرب معاً، وأما كثبت كنانته - بمعنى نكثها، فكان فعل استعمل هنا للإزالة، أي أزال اجتماعها أو بمعنى أنه قربها نم رميه بتسييرها لسرعة التناول.
ولما كان الكثيب ربما أطلق مجازاً على ما ارتفع وإن لم يكن ناعماً قال:{مهيلاً *} أي رملاً سائلاً رخواً ليناً منثوراً، من هاله إذا نثره، وقال الكلبي: هو الذي إذا أخذت منه شيئاً تبعك ما بعده، ولما ذكر العذاب ووقته وقدمهما ليكون السامع أقبل لما يطلب منه، أتبعهما السبب فيه مشيراً إلى ما به إصلاح أمر الآخرة التي فيها المعاد وإليها المنتهى والمآب، فقال مؤكداً لأجل تكذيبهم:{إنا أرسلنا} أي بما لنا من العظمة {إليكم} يا أهل مكة شرفاً لكم خاصة، وإلى كل من بلغته الدعوة عامة {رسولاً} أي