اختار هذا دون أن يقول من المسلمين لأنه يفهم أن طائفة لم تقم بهذا القيام فلم يرد أن يسميهم مسلمين، والمعية أعم.
ولما كان القيام - على هذا التفاوت مع الاجتهاد في السبق في العبادة دالاً على عدم العلم بالمقادير ما هي عليه قال تعالى:{والله} أي تقومون هكذا لعدم علمكم بمقادير الساعات على التحرير والحال أن الملك المحيط بكل شيء قدرة وعلماً وحده {يقدر} أي تقديراً عظيماً هو في غاية التحرير {الّيل والنهار} فيعلم كل دقيقة منهما على ما هي عليه لأنه خالقهما ولا يوجد شيء منهما إلا به
{ألا يعلم من خلق}[الملك: ١٤] .
ولما علم من هذا المشقة عليهم في قيام الليل على هذا الوجه علماً وعملاً، ترجم ذلك بقوله:{علم} أي الله سبحانه {أن لن تحصوه} أي تطيقوا التقدير علماً وعملاً، ومنه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «استقيموا ولن تحصوا»{فتاب} أي فتسبب عن هذا العلم أنه سبحانه رجع بالنسخ عما كان أوجب {عليكم} بالترخيص لكم في ترك القيام المقدر أول السورة، أي رفع التبعة عنكم في ترك القيام على ذلك