الأشياء التي ذكرها والقرآن منزه عن كل شائبة نقص، لأنه كلام الملك الأعلى فقال:{بالخنس *} أي الكواكب التي يتأخر طلوعها عن طولع الشمس فتغيب في النهار لغلبة ضياء الشمس لها، وهي النجوم ذوات الأنواء التي كانوا يعظمونها بنسبة الأمطار والرحمة - التي ينزلها الله - إليها، قالوا: وهي القمر فعطارد فالزهرة فالشمس فالمريخ فالمشتري فزحل وقد نظمها بعضهم متدلياً فقال:
زحل اشترى مريخه من شمسه ... فتزهرت لعطارد أقمار
ثم أبدل منها أعظمها فقال:{الجوار الكنس *} أي السيارة التي تختفي وتغيب بالنهار تحت ضوء الشمس، من كنس الوحش - إذا دخل كناسه وهو بيته المتخذ من أغصان الشجر، وقال الرازي: يكنس ويستتر العلوي منها بالسفلي عند القرانات كما تستتر الظباء في الكناس، وقال قتادة: تسير بالليل وتخنس بالنهار فتخفى ولا ترى، وروي ذلك أيضاً عن علي رضي الله تعالى عنه، قال البغوي: وأصل الخنوس الرجوع