مما لأصحابه فقال:{ويل} أي أعظم الهلاك {يومئذ} أي إذ يقوم الناس لما تقدم: ولما كان الأصل: لهم، أبدله بوصف ظاهر تعميماً وتعليقاً للحكم به فقال:{للمكذبين *} أي الراسخين في التكذيب بكل ما ينبغي التصديق به.
ولما أخبر عن ويلهم، وصفهم بما يبين ما كذبوا به ويبلغ في ذمهم فقال:{الذين يكذبون} أي يوقعون التكذيب لكل من ينبغي تصديقه، مستهينين {بيوم} أي بسب الإخبار بيوم {الذين *} أي الجزاء الذي هو سر الوجود {وما} أي والحال أنه ما {يكذب} أي يوقع التكذيب {به إلا كل معتد} أي متجاوز للحد في العناد أو الجمود والتقليد لأن محطة نسبة من ثبت بالبراهين القاطعة أنه على كل شيء قدير إلى العجز عن إعادة ما ابتدأه {أثيم *} أي مبالغ في الانهماك في الشهوات الموجبة للآثام، وهي الذنوب، فاسود قلبه فعمي بنظر الشهوات التي حفت بها النار عما عداها.