للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متصلاً فيكون المعنى: أن من أصر على الكفر يسلطه الله عليه فيقتله فيعذبه الله في الدار الآخرة، ثم علل إخباره عنه عذابه في الآخرة بقوله مؤكداً لما لهم من التكذيب: {إن إلينا} أي خاصة بما لنا من العظمة والكبرياء {إيابهم *} أي رجوعهم وإن أبوا بالموت ثم بالبعث ثم بالحشر.

ولما كان الحساب متأخراً عن ذلك كله، وعظيماً كماً وكيفاً، عظمه بأداة التراخي فقال: {ثم إن} أكده لإنكارهم، وأتى بأداة دالة على أنه كالواجب في أنه لا بد منه فقال: {علينا} أي خاصة بما لنا من القدرة والتنزه عن نقص العبث والجور وكل نقص، لا على غيرنا، لأن غيرنا لا قدرة له فقد تقدمنا فيه بالوعود الصادقة، وأكدناها غاية التأكيد {حسابهم *} أي يوم القيامة على النقير والقطمير، وغير ذلك من كل صغير وكبير، وذلك يكون في الغاشية يوم ينقسم الناس قسمين: في دار هوان، ودار أمان، فقد التف آخرها بأولها، وتعانق مفصلها بموصلها - والله الهادي للصواب وإليه المآب.

<<  <  ج: ص:  >  >>