إنما هو الجهاد الذي فيه بذل الأنفس وإنفاق الأموال كثرت فيه مواعظ القرآن وترددت وعرض لهذه الأمة بإعلام بما يقع فيه فذكر ما وقع من الأقاصيص في الأمم السالفة وخصوصاً أهل الكتابين بني إسرائيل ومن لحق بهم من أبناء العيص فكانت وقائعهم مثلاً لوقائع هذه الأمة فلذلك أحيل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على استنطاق أحوالهم بما يكشفه الله سبحانه وتعالى له من أمرهم عياناً وبما ينزله من خبرهم بياناً وكان من جامعة معنى ذلك ما تقدم من قوله سبحانه وتعالى:
{سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة}[البقرة: ٢١١] وكان من جملة الآيات التي يحق الإقبال بها على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلو معناها فأشرف المعاني ما قيل فيه {ألم تر} إقبالاً على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعموم المعاني ما قيل فيه {ألم تروا}[لقمان: ٢٠] إقبالاً على الأمة ليخاطب كل على قدر ما قدم لهم من تمهيد موهبة العقل لتترتب المكسبة من العلم على مقدار الموهبة من العقل فكان من القصص العلي العلم اللطيف الاعتبار ما تضمنته هذه الآيات من قوله: {ألم تر}