قال كأنه قال: وكل أخ غر الفرقدين، وسوى بين هذا وبين آية {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر}[النساء: ٩٥] بالرفع {وغير المغضوب عليهم}[الفاتحة: ٧] ، وجوز في ما قام القوم إلا زبد، - بالرفع البدل والصفة، قال الرضي تمسكاً بقوله: وكل أخ - البيت، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم» وقال السمين: والفرق بين الوصف بإلا والوصف بغيرها أن لا يوصف بها المعارف والنكرات والظاهر والمضمر، وقال بعضهم: لا يوصف بها إلا النكرة والمعرفة بلام الجنس فإنه في قوة النكرة.
ولما ذكر فتنتهم بالنهر أتبعه فتنة اللقاء ببحر الجيش وما فيه من عظيم الخطر المزلزل للقلوب حثاً على سؤال العافية وتعريفاً بعظيم رتبتها كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عرض نفسه الشريفة على أهل الطائف ومسه منهم من عظيم الأذى ما مسه: إن لم يكن بك عليَّ غضب