في دعوى الإيمان صرح بذلك في آخرها فقال:{إن كنتم مؤمنين} أي متصفين بما ذكرتموه بألسنتكم. قال الحرالي: فبين أن الربا والإيمان لا يجتمعان وأكثر بلايا هذه الأمة حتى أصابها ما أصاب بني إسرائيل من البأس الشنيع والانتقام بالسنين إنما هو من عمل من عمل بالربا، وهذه الآية أصل عظيم في أحكام الكفار إذا أسلموا فما مضى منها لم ينقص وما لم يمض لم يفعل - نبه عليه الأصبهاني.
ولما كان من حق من عاند السيد الأخذ سبب عن ذلك قوله:{فإن لم تفعلوا} أي ترك الربا. قال الحرالي: في إشعاره أن طائقة منهم لا يذرونه بعد تحريمه بما أنهم ليسوا من الذين كانوا مؤمنين - انتهى. {فأذنوا بحرب} أي عظيمة. قال الحرالي: والحرب مدافعة بشدة عن اتساع، المدافع بما يطلب منه الخروج عنه فلا يسمح به ويدافع عنه بأشد مستطاع؛ ثم عظم أمرها بإيراد الاسم الأعظم فقال:{من الله} العظيم الجليل {ورسوله} صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي هو أعظم الخلائق بتشريفه بالإضافة إليه. وقال