وما تعملون} [الصافات: ٩٦] فمن التنبيه {إن الذين كفروا}[البقرة: ٦] ومنه: {يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً}[البقرة: ٢٦] ومنه {آمن الرسول}[البقرة: ٢٨٥] إلى خاتمتها، هذا من جلي التنبيه ومحكمه، ومما يرجع إليه ويجوز معناه بعد اعتباره:{وإلهكم إله واحد}[البقرة: ١٦٣] وقوله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}[البقرة: ٢٥٥] ، فمن رأى الفعل أو بعضه لغيره تعالى حقيقة فقد قال بإلهية غيره، ثم حذروا أشد التحذير لما بين لهم فقال تعالى:{إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد}[آل عمران: ٤] ثم ارتبطت الآيات إلى آخرها انتهى.
ولما تحقق أن يوم الجمع كائن لا محالة تحقق أن من نتائجه تحقيقاً لعزته سبحانه وتعالى وانتقامه من الكفرة قوله تعالى:{إن الذين كفروا} أي الذين يظنون لسترهم ما دلت عليه مرأى عقولهم أنهم يمتنعون من أمر الله لأنهم يفعلون في عصيانه وعداوة أوليائه فعل من يريد المغالبه {لن تغني عنهم أموالهم} أي وإن كثرت، وقدمها لأن بها قوام ما بعدها وتمام لذاته، وأكد بإعادة النافي ليفيد النفي عن كل حالة وعن المجموع فيكون أصرح في المرام