للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيه بيانه، وإذا أنبأ عن الماضي فبقدر ما بقي من ناقص علمه به كائناً في ذكره لما لزم الإنسان من نسيانه، وإذا أراد أن ينبىء عن الآتي أعوزه البيان كله إلا ما يقدّره أو يزوّره؛ فبيانه في الكائن ناقص وبيانه في الماضي أنقص وبيانه في الآتي ساقط

{بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} [القيامة: ٥] وبيان الله سبحانه عن الكائن بالغ إلى غاية ما أحاط به علمه {قل إنما العلم عند الله} [الملك: ٢٦] وعن المنقطع كونه بحسب إحاطته بالكائن وسبحانه من النسيان {لا يضل ربي ولا ينسى} [طه: ٥٢] وعن الأتي بما هو الحق الواقع {فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين * والوزن يومئذ الحق} [الأعراف: ٧، ٨] والمبين الحق الذي لا يوهن بيانه إيهام نسبة النقص إلى بيانه، والإنسان يتهم نفسه في البيان ويخاف أن ينسب إلى العي فيقصد استقراء البيان ويضعف مفهوم بيانه ضعفاً من منته ومفهوم بيان القرآن أضعاف أضعاف أنبائه وقل ما ينقص عن نظيره - انتهى.

وقال الإمام محمد بن عبد الرحمن المراكشي الأكمه في شرح نظمه

<<  <  ج: ص:  >  >>