للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحده.

ولما أنزل عليه ذلك وما في آخر النحل مما للصابرين والعافين حرم المثلة واشتد نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها، فكان لا يخطب خطبة إلا منع منها.

ولما كان الختم بهاتين الصفتين ربما أطمع في انتهاك الحرمات لاتباع الشهوات فكان مبعداً لمتعاطيه من الرحمة مدنياً من النقمة، وكان أعظم المقتضيات للخذلان تضييعهم للثغر الذي أمرهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحفظه بسبب إقبالهم قبل إتمام هزيمة العدو على الغنائم للزيادة في الأعراض الدنيوية التي هي معنى الربا في اللغة إذ هو مطلق الزيادة أقبل تعالى عليهم بقوله: {يا أيها الذين آمنوا} أي أقروا بالإيمان، صدقوا إيمانكم بأن {لا تأكلوا الربا} أي المقبح فيما تقدم أمره غاية التقبيح، وهو كما ترى إقبال متلطف منادٍ لهم باسم الإيمان الناظر إلى الإنفاق المعرض عن التحصيل {ومما رزقناهم ينفقون} [البقرة: ٣] ؛ {والمنفقين والمستغفرين بالأسحار} [آل عمران: ١٧] ؛ {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: ٩٢] ناهٍ عن الالتفات إلى الدنيا بالإقبال على غنيمة أو غيرها

<<  <  ج: ص:  >  >>