فلما بلغهما النداء قال أحدهما لصاحبه: والله إن تركنا غزوة مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لغَبنا والله ما عندنا دابة نركبها وما ندري كيف نصنع! قال عبد الله: انطلق بن، قال رافع: لا والله ما بي مشي! قال أخوه: انطلق بنا نتجارّ، فخرجا يزحفان فضعف رافع فكان عبد الله يحمله على ظهره عقبة ويمشي الآخر عقبة حتى أتوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند العشاء وهو يوقدون النيران، فأتى بهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى حرسه تلك الليلة عباد بن بشر فقال:«ما حبسكما؟ فأخبراه بعلتهما، فدعا لهما بخير وقال: إن طالت بكم مدة كانت لكم مراكب من خيل وبغال وإبل، وليس ذلك بخير لكم» وأما غزوة بدر الموعد فروى الواقدي - ومن طريقه الحاكم في الإكليل - كما حكاه ابن سيد الناس قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد خرج في هذه الغزوة في ألف وخمسمائة من