ولا ينكأ عدواً، فنزلت {للرجال نصيب}[النساء: ٧] ، وروي من طريق السدي، قال في قوله:{يوصيكم الله في أولادكم}[النساء: ١١]«كان أهل الجاهلية لا يورثون الجواري ولا الضعفاء من الغلمان، ولا يورثون إلا من أطاق القتال، فمات عبد الرحمن أخو حسان الشاعر وترك امرأة يقال لها أم كجة، وترك خمس أخوات، فجاءت الورثة فأخذوا ماله، فشكت أم كجة ذلك إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنزل الله {فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك}[النساء: ١١] ثم قال في أم كجة {ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد}[النساء: ١٢] » .
فجميع هذه الروايات - كما ترى - ناطقة بأن سبب نزول آيات الميراث النساء، ويمكن أن يكون المجموع سبباً - والله أعلم؛ وذلك كما أن سبب إنزال الفرائض في التوراة كان النساء أيضاً، وذلك أنه جل أمره وعز اسمه وتعالى جده لما أمات من نكص عن أمره من بني إسرائيل ومن آلافهم في التيه وأخرج أبناءهم منه؛ أمر موسى عليه الصلاة والسلام بقسمة أرض الكنعانيين بين بنيهم بعد معرفة عددهم على منهاج ذكره، ولم يذكر البنات، وكان فيهم بنات لا أب