وإطلاقها ترتع في شهواتها هو تدسيتها، {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها*}[الشمس: ٩-١٠] والنفس مطية يقويها إنضاؤها، ويضعفها استمتاعها، وحبسها عن ذلك شائع في جهات وجوه الحلال كلها إلاّ في شيئين: في النساء بكلمة الله، لأنهم من ذات نفس الرجال ولسن غيراً لهم {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها}[الأعراف: ١٨٩] و {أتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً}[النساء: ٢٠] والثاني في الطيب، لأنه غذاء للروح وتقوية للحواس ونسمة من باطن الملكوت إلى ظاهر الملك، وما عداهما فالاستمتاع به واتباع النفس هواها فيه علامة تكذيب وعد الرحمن وتصديق وعد الشيطان {وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون}[النحل: ٢٦]{يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً}[النساء: ١٢٠] هذا من جهة النفس، وأما من جهة العمل وتناول اليد فرفعها عما زاد