للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سبحانه - بعد أن ثبت بأول السورة وأثنائها وآخرها أنه لا رب غيره - بالإنكار على من يريد منه ميلاً إلى غير من تفرد بمحياه ومماته، فكان له التفرد بما بينهما وما بعد ذلك من غير شبهة، والتوبيخ الشديد فقال: {قل} أي لهؤلاء الذي يطمعون أن تطرد أصحابك من أجلهم {أغير الله} أي الذي له الكمال كله {أبغي} أي أطلب وأريد بالإشراك فإن الغنى المطلق لا يقبل ممن أشرك به شيئاً {رباً} أي منعماً يتولى مصالحي كما بغيتم أنتم، فهو تعريض بهم وتنبيه لهم، والإسناد إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والمراد جميع الخلق - من باب الإنصاف في المناظرة للاستعطاف {وهو} أي والحال أنه كما ثبت بالقواطع وركز في العقول الثوابت وطبع في أنوار الأفكار اللوامع {رب كل شيء} أي موجده ومربيه، أفينبغي لأحد أن يدين لغير سيده وذلك الغير مربوب مثله لسيده، هذا ما لا يرضاه عاقل لنفسه.

ولما أنكر على من يجنح إلى غيره مع عموم بره وخيره، أتبعه الترويع من قويم عدله في عظيم ضره فقال: {ولا} أي والحال أنه لا {تكسب كل نفس} أي ذنباً وإن قل مع التصميم والعزم القوي الذي هو بحيث يصدقه العمل - كما مضى في آية البقرة {إلا عليها} أي لا يمكن أن يكون باطلاً لا عليها ولا على غيرها، وإذا كان عليها

<<  <  ج: ص:  >  >>