غيرهم بما يزعمون أنه تزكية وينهونه عما يدعون أنه تردية، أنكر عليهم ترغيباً فيما ندبهم إليه وحثهم عليه وتوبيخاً على تركه بقوله:{أتأمرون} من الأمر وهو الإلزام بالحكم - قاله الحرالي {الناس بالبر} وهو التوسع في أفعال الخير {وتنسون} والنسيان السهو الحادث بعد حصول العلم، {أنفسكم} أي تتركون حملها على ذلك ترك الناسي، ولعله عبر به زيادة في التنفير عن هذا الأمر الفظيع الذي دلّ العقل دلالة بينة على فحشه، لأن المقصود من أمر الغير بالبر النصيحة أو الشفقة، وليس من العقل أن يشفق الإنسان على غيره أو ينصح غيره وينسى نفسه، والظاهر أن المراد به حكم التوراة، كانوا يحملون عوامهم عليه وهم يعلمون دون العوام أن من حكم التوراة اتباع محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد نسوا أنفسهم من الأمر بأساس البر الذي لا يصح منه شيء إلاّ به.
وقال الحرالي: ولما كان فيهم من أشار على من استهداه بالهداية