ولما تضمن ذلك إيقاع الإهانة بالكفار بهذه الوقعة، والوعد بإلزامهم الإهانة فيما يأتي، كان ذلك مفصلاً للالتفات إلى تهديدهم في قالب استجلائهم والاستهزاء بهم وتفخيم أمر المؤمنين فقال:{إن تستفتحوا} أي تسألوا الفتح أيها الكفار بعد هذا اليوم كما استفتحتم في هذه الوقعة عند أخذكم أستار الكعبة وقت خروجكم بقولكم: اللهم انصر أهدى الحزبين، وأكرم الجندين، وأعلى الفئتين، وأفضل الدينين، ووقت ترائي الجمعين؛ بقول أبي جهل: اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا يعلم فأحنه الغداة؛ أتاكم الفتح كما أتاكم في هذا اليوم {فقد جاءكم} أي في هذا اليوم بنصر المؤمنين {الفتح} أي الذي استفتحتم له لأنهم أهدى الفئتين وأكرم الطائفتين {وإن تنتهوا} أي بعد هذا عن مثل هذه الأقوال والأفعال المتضمنه للشك أو العناد {فهو خير لكم} وقد رأيتم دلائل ذلك {وإن تعودوا} أي إلى المغالبة لأنكم لم تنتهوا {نعد} أي إلى خذلانكم {ولن تغني عنكم} أي أبداً {فئتكم} أي جماعتكم التي ترجعون إليها للاعتزاز بها {شيئاً} أي من الإغناء {ولو كثرت} لأن الله على الكافرين {وأنَّ الله} أي الملك الأعظم {مع المؤمنين*} أي الراسخين في الإيمان، ولعله عبر المستقبل في الشرط والماضي في الجزاء