تسبب عنه وتارة عن غيره، ولأجل احتمال تسببها عنه قرىء شاذاً بالنصب على أن الواو للصرف؛ ولما كان ما تضمنه هذا الوعد الصادق يدور على القدرة والعلم، وكان - العلم يستلزم القدرة، فكان التقدير: فالله على كل شيء قدير، عطف عليه قوله {والله} أي الذي له الإحاطة بكل شيء علماً وقدرة {عليم} أي بكل شيء وبمن يصلح للتوبة ومن لا يصلح وما في قلوبكم من الإقدام والإحجام لو برز إلى الخارج كيف كان يكون {حكيم*} أي أحكم جميع أموره، ولم يعلق الأحكام الشرعية من أفعالكم الكسبية إلا بما تعلق العلم به في حال ظهوره.
ولما كان التقدير - لما أرشد إليه تقاعدهم عن القتال وإدخال «أم» المرشد إلى أن مدخوله وسط الكلام فإن الابتداء له الألف وحدها: وهل حسبتم أنه تعالى لا يعلم ذلك أو لا يقدر على نصركم؟ بنى عليه قوله موبخاً لمن تثاقل عن ذلك بنوع تثاقل:{أم حسبتم} أي لنقص في العقل انه يبني الأمر فيه على غير الحكمة، وذلك هو المراد بقوله:{أن تتركوا} أي قارين على ما أنتم عليه من غير أن تبتلوا بما يظهر به المؤمن من المنافق {ولما} عبر بها لدلالتها - مع استغراق الزمان الماضي - على أن يتبين ما بعدها متوقع كائن {يعلم الله} أي المحيط بجميع صفات الكمال {الذين جاهدوا منكم} أي علماً ظاهراً تقوم به الحجة عليكم في