وإطفائه لكل ما عداه وإحراقه. ولما في «يأبى» من معنى الجحد دخل عليه الاستثناء، أي إنه يأبى كل حالة إلا حالة إتمامه نوره على التجدد والاستمرار {ولو كره الكافرون*} أي العريقون في الكفر فكيف بغيرهم.
ولما أخبر أنه معل لقوله ومكمل، ومبطل لقولهم مسفل، علل ذلك بما حاصله أنه شأن الملوك، وهو أنهم إذا برز لهم أمر شيء لم يرضوا أن يرده أحد فإن ذلك روح الملك الذي لا يجازي الطاعن فيه إلا بالهلك فقال:{هو} أي وحده {الذي أرسل رسوله} أي محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {بالهدى} أي لبيان الشافي بالمعجزات القولية والفعلية {ودين الحق} أي الكامل في بيانه وثباته كمالاً ظاهراً لكل عاقل؛ ثم زادهم جرأة على العدو بقوله معللاً لإرساله:{ليظهره} أي الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والدين - أدام الله ظهوره {على الدين كله} وساق ذلك كله مساق الجواب لمن كأنه قال: كيف نقاتلهم وهم في الكثرة والقوة على ما لا يخفي؟ فقال: لم لا تقاتلونهم وأنتم لا تعتمدون على أحد غير من كل شيء تحت قهره، وهم إنما يعتمدون على مخاليق مثلكم، كيف لا تجسرون عليهم وهم في قتالكم إنما يقاتلون