للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي لهم، ونكره إشارة إلى قلته كما قال في الآية الأخرى {متاع قليل} وأكد ذلك بقوله: {في الدنيا} لأنها دار ارتحال، وما كان إلى زوال وتلاش واضمحلال كان قليلاً وإن تباعد مدّه وتطاولت مُدَده وجل مَدَده، وزاد على الحصر عَدده؛ وبين حالهم بعد النقلة بقوله: {ثم} أي بعد ذلك الإملاء لهم وإن طال {إلينا} أي على ما لنا من العظمة لا إلى غيرنا {مرجعهم} بالموت فنذيقهم عذاباً شديداً لكنه دون عذاب الآخرة {ثم نذيقهم} يوم القيامة {العذاب الشديد بما} أي بسبب ما {كانوا} أي كوناً هو جبلة لهم {يكفرون} ووجب كسر «إن» بعد القول لأنه حكاية عما يستأنف الإخبار به كما فعل في لام الابتداء لذلك.

ولما تقدم سؤالهم الإتيان بما يقترحون من الآيات، ومضت الإشارة إلى أن تسييرهم في الفلك من أعظم الآيات وإن كانوا لإلفهم له قد نسوا ذلك، وتناسجت الآي كما سلف إلى أن بين هذا أن متاع المفترين الكذبَ قليل تخويفاً من شديد السطوة وعظيم الأخذ، عقب ذلك بقصة قوم نوح لأنهم كانوا أطول الأمم الظالمة مدة وأكثرهم عدة، ثم أخذوا أشد أخذ فزالت آثارهم وانطمست أعلامهم ومنارهم فصاروا كأنهم لم يكونوا أصلاً ولا أظهروا قولاً

<<  <  ج: ص:  >  >>