الناس على قدر إيمانهم» {يا قوم} فاستعطفهم بالتذكير بالقرب وهزهم إلى المعالي به فيهم من القوة ثم هيجهم وألهبهم على الثبات بقوله: {إن كنتم} أي كوناً هو في ثباته كالخلق الذي لا يزول {آمنتم بالله} وثبتهم بذكر الاسم الأعظم وما دل عليه من الصفات، وأجاب الشرط بقوله:{فعليه} أي وحده لما علمتم من عظمته التي لا يداينها شيء سواه {توكلوا} وليظهر عليكم أثر التوكل من الطمأنينة والثبات والسكينة {إن كنتم} أي كوناً ثابتاً {مسلمين*} جامعين إلى تصديق القلب إذعان الجوارح؛ وجواب هذا الشرط ما دل عليه الماضي من قوله:{فعليه توكلوا}{فقالوا} أي على الفور كما يقتضيه الفاء {على الله} أي الذي له العظمة كلها وحده {توكلنا} أي فوضنا أمورنا كلها إليه {ربنا} أي أيها الموجد لنا المحسن إلينا {لا تجعلنا فتنة} أي موضع مخالطة بما يميل ويحيل {للقوم الظالمين*} أي لا تصبنا أنت بما يظنون به تهاونك بنا فيزدادوا نفرة عن دينك لظنهم أنا على الباطل ولا تسلطهم علينا مما يفتننا عن ديننا فيظنوا أنهم على الحق {ونجنا برحمتك} أي إكرامك لنا {من القوم} أي الأقوياء {الكافرين*} أي العريقين في تغطية الأدلة، وفي دعائهم هذا إشارة إلى أن أمر الدين أهم من أمر النفس.