بما لنا من العظمة {من الطيبات} أي الحسية حلاء واشتهاء من الفواكة والحبوب والألبان والأعسال وغيرها. والمعنوية من الشريعة والكتاب والمعارف كما تقدم وعدنا لآبائهم بذلك. ولما كانوا كغيرهم إذا كانوا على أمور يتواضعون عليها تقاربوا فيها وتوافقوا، وإذا كانوا على حدود حدها لهم المحسن إليهم وحده لم يلبثوا أن يختلفوا عابهم الله بذلك فقال:{فما} أي فتسبب عن صدقنا لهم في الوعد أنهم ما {اختلفوا} أي أوقعوا الخلف المفضي إلى جعل كل منهم صاحبه خلفه ووراء ظهره. واستهان به {حتى جاءهم العلم} الموجب لاجتماعهم على كلمة واحدة لما له من الضبط حتى يكون أتباعه على قلب واحد. فكأنه قيل: فماذا يفعل بهم؟ لا هم بعقولهم ينتفعون ولا بما جاءهم من الحق يرجعون؟ فقيل مؤكداً لإنكار العرب البعث:{إن ربك} أي المحسن إليك بإصاء الأنبياء بك ووصفك في كتبهم وجعلك صاحب لواء الحمد في القيامة {يقضي بينهم} .
ولما كان هذا تهديداً عظيماً، زاده هولاً وعظمة بقوله:{يوم القيامة} أي الذي هو أعظم الأيام {فيما كانوا} أي بأفعالهم الجبلية {فيه يختلفون*} فيميز الحق من الباطل، والصديق من الزنديق، ويسكن كلاًّ داره.
ذكر بعض ما في التوراة من المن عليهم بالأرض المقدسة: